النزول إلى الجامع، وكان قريباً لبيته، ولما أتي له بالماء توضأ محسناً للوضوء، وحيث أتم أمر بفرش مصلاه، وشرع في صلاة سنة الجمعة قبل المسير، فقبض قبل التشهد في السجود الأخير، ودفن في عصر ذلك اليوم، وكان له مشهد عظيم مشى في جنازته أكابر البلدة وأعيانها. وقد أرخ موته العلامة المحقق والحبر المدقق، نخبة الفضلاء الكرام وعمدة العلماء الأعلام، أتاسي زاده السيد خالد أفندي مفتي حمص الأسبق، قائلاً - وقد رقم على القبر:
هذا الضريح لمصطفى ... مداح خير المرسلين
من لابن زين الدين يع ... زى نسبة في العالمين
لبى المهيمن ساجداً ... لما رأى عين اليقين
العفو أرخ واقر ... ولنعم دار المتقين
ومن نظمه البديع الرقيق مطرزاً باسم رفيق:
رماني بسهم من لحاظ فواتك ... غزال له دانت أسود المعارك
فما البدر يحكيه ولا الغصن إن بدا ... أو اختال في ثوب البها في مسالك
يلذ لي التعذيب في حب من غدا ... وأصبح من دون البرية مالكي
فليت الكرى لما شواني بحبه ... أراقب زهر الليل ضمن الحيالك
ومن كلام الشيخ هلال موشح لازمه:
بالله يا باهي الشيم ... رفقاً بولهان
ما شاقه ذكر العلم ... لولاك والبان
أظهرت سري المكتتم ... ما بين دمعي والسقم
في لوحه خط القلم ... إن الهوى حكم حكم
دور
بدر منير أم ملك ... أم أنت إنسان
ما خاب راج أمّ لك ... بالقرب إحسان