للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذكر في أوله حضرة ذي الشوكة والسلطان، أمير المؤمنين المعظم عبد الحميد خان، وقد مدحه بهذه الأبيات البديعة، الدالة على ملكته الرفيعة:

بمولانا أمير المؤمنينا ... لقد سرت قلوب العالمينا

وفي ظل الإله هم أقاموا ... وظل الله يؤوي القائلينا

أنام الكل في ظل ظليل ... فكان لجمعهم كهفاً أمينا

وأصناف الرعية قد تراءت ... بأنواع المعارف عارفينا

مليك ليس يشبهه مليك ... فلا تطلب له ملكاً قرينا

ملاذ الخلق في الدنيا جميعاً ... وسيدنا إمام المسلمينا

عياذ الناس سلطان البرايا ... وخاقان الخلائق أجمعينا

خليفة ربنا قد صار حقاً ... فكان لتخته السامي مزينا

وقد أحيا مآثر لن تضاهي ... ومهد ملكه للساكنينا

وقد عمت أياديه البرايا ... وأدب في الفلاة المارقينا

أدام الله دولته علينا ... وأيدنا به دنيا ودينا

وأبقى ذاته العلياء فينا ... وأعطانا به فتحاً مبينا

وملكه أقاصي الأرض طرا ... شمائلها البعيدة واليمينا

وأبقى عبده المولى حميدا ... حميد العيش دهرا الداهرينا

وأيد جنده الباري بنصر ... وفتح كائن حيناً فحينا

ولم يزل على درج الكمال يترقى، وهو في كل يوم بالنسبة لما قبله أتقن وأتقى، إلى أن أشاعت المنية أخباره وأذاعت أنه سكن في الجنان داره، وذلك في شهر صفر عام ألف وثلاثمائة وسبعة عشر، وذلك في مدينة بغداد، دار السعادة والإسعاد، ودفن في مقبرة أبيه، رحمة الله علينا وعليه.

<<  <   >  >>