هذا وإن بحر الشعر قد صفا من أكداره وغينه، لكي يحمل هذا النسب الشريف على أجفانه وعينه، فنظمه نظم العقد الثمين، وتلاه علينا تلاوة الأمين الذي لا يمين.
فقال متوسلاً بهذه السلسلة الشريفة وقد أجاد، ووفى بالمرام والمراد:
من عودكم باللطف كان تعودي ... إن أستغيث بكم لنجح المقصد
وتعوذي بملاذ كعبة عزكم ... أجلو به خطب الزمان المعتدي
يا جيرة العلمين تهيامي بكم ... روحي وريحاني وجنة موردي
وحياتكم ما زال رق هواكم ... رقي وإن رغمت أنوف الحسد
لي في الفؤاد تشوف وتشوق ... نيرانه بسوى اللقا لم تبرد
وإذا ذكرتكم أميس ترنماً ... من ذكركم مثل الغصون الميد
قلبي المحير أمه ركب النوى ... بحصاره يال الحسين المنجد
فصبا بنجد والحجاز وبات من ... وجد مع العشاق صب ترصد
يا من بأوج العز قر قرارهم ... هل من جواب العطف للمستنجد
يا سادتي منوا بجبر متيم ... خلع السوى وفنى بذاك المشهد
يروي العقيق حيا عقيق جفونه ... حتى يرى منه لباس زمرد
ماذا على من هام في آل العبا ... أو من سبى شغفاً بآل محمد
لله نجب ما أعدت ثناءهم ... إلا ولذ لمهجتي أن ابتدي
يا آل طه من يزغ عن حبكم ... لا ذاق من طيب الهناء الأرغد
يا سادتي وسعادتي دنيا وفي ... دار المقر وعدتي في الموعد
أنتم كما صح الحديث أماننا ... وبفضلكم كم من صحيح مسند
قدستم بطهارة ونزاهة ... عن كل رجس بالكمال الأحمدي
فودادكم فرض على كل الملا ... وبذا أتى القرآن للمسترشد
ما إن رجا راج عواطف سركم ... إلا نجا وعن الحمى لم يردد