فليكفهم ذلاً وخزياً إنه ... بحر وإن هم في نداه خوضوا
ندب فأما عرضه فموقر ... أبداً وأما ماله فمعوض
لله فوض أمر دنياه وهل ... يلقى العنا عبد إليه مفوض
يا وابلاً كل الأنام رياضه ... فمذهب هذا وذاك مفضض
أصبحت نفعاً للأنام وبعضهم ... لأذى البرية والبري مقيض
فلغير ذاتك لا تتم فضيلة ... ولغير مدحك لا يشد المغرض
لا زلت في العز الذي لا ينقضي ... ومشيد المجد الذي لا ينقض
ما أحمد البربير عاش بمدحكم ... طرباً ومات به العدو المبغض
ثم رجعت بعد إنشادي من عالم الخيال إلى عالم الإحساس، فلم أر أحداً ممن رأيته من تلك الأنواع والأجناس، فعلمت أن الدنيا كلها خيال، وبرق خلب وآل، والناس كلهم نيام، وما يرونه في الدنيا أضغاث أحلام، فسألت الله أن ينبهني وأحبابي من نوم الغفلة قبل هجوم الحمام، وأن يمتعنا بوجهه الكريم في دار النعيم والسلام، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله على التمام.
وله تأليفات كثيرة، عديدة شهيرة، وله ديوان شعر، رفيع القدر، توفي بدمشق عقيماً ليلة الخميس لثماني عشرة ليلة من ذي الحجة سنة ست وعشرين ومائتين وألف ودفن بسفح قاسيون في مدفن بني الزكي في جوار الشيخ الأكبر.
ومن قوله أيضاً:
سلبت فؤادي بالبها حبشية ... أبهى من الدينار عند الرائي
إن غبت من وجدي أقول لصاحبي ... غلبت علي حرارة الصفراء