للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تاسع جمادى الأولى عين في كل ثمن من أثمان دمشق مجلساً مؤلفاً من أعضاء ورئيس، لكي يطلبوا

أنفاراً ودواب لتعزيل حارة النصارى من التراب، لتيسير عمارتها وإعادتها، ونظير ذلك في القرى المجاورة لدمشق من مسافة عشرة أميال إلى سور البلد من النواحي الأربع، وأرسلوا كذلك مأموراً بأن يقطع الأخشاب اللائقة للعمارة، ويحضرها إلى محلة النصارى، وفي غرة جمادى الثانية حصل الأمر بعد الأنفس، وقد تمت دفاتره في غاية رمضان، فانتهى في مدة أربعة أشهر، وفي سابع عشر من جمادى الثانية أرسلوا جملة من العساكر إلى أربع قرايا حول الشام سكانها من الدروز، وهي صحنايا والأشرفية وجرمانة والدرخبية، فقبضوا منهم على نحو مائة شخص، وحرقوا جرمانه، ووضعوا الأشخاص في الحبس، وفي يوم الاثنين ثامن عشر جمادى الثانية دخل الشام واليها أمين باشا، وفي يوم الأربعاء ثاني رمضان توفي عمر أفندي الغزي في قلعة الماغوصة، وفي عشرين من رمضان وجهت النقابة إلى الشيخ أحمد الكزبري، وفي ختام رمضان توفي جناب أحمد أفندي النقيب في رودس، وفي عاشر شول فرض على الشام ألفان وثمانمائة كفية منضا بولاد للعساكر الشاهانية، وفي سادس وعشرين من شوال جمع فؤاد باشا جملة من أهل البلد وتلا عليهم ما قر قراره عليه من فرض أموال العمارة حارة النصارى، وأنه سينشر لها قانوناً مخصوصاً مفصلاً، وفي غاية شوال سافر فؤاد باشا ومعه حرمه إلى بيروت، وفي عشرين من ذي القعدة الحرام أرسل فؤاد باشا القانون الموعود بذكره وسماه قرار الضريبة، وإعانة فوق العادة المطروحة الآن على أهالي ولاية الشام، فأرسلوه إلى مجالس الأثمان ورؤساء النواحي ليعملوا بمقتضاه مع التشديد ببذل الهمة، وهذا القانون مؤلف من إحدى وعشرين مادة مفصلة، وأنا أذكرها لك مجمله، لطول تفصيلها المخرج لنا عن نهج الاختصار المطلوب. ونص مقدمته: بما أن أناساً كثيرين من التبعة السلطانية المسيحيين قد

<<  <   >  >>