فأجاب ذلك الشاعر بقصيدة وأطال فيها ومطلعها
لله ثغر شفني برضابه ... كيما أفوز بنشق عرف رضابه
فكتب إليه المترجم ثانياً معرضاً له بقصيدته قوله:
هذا الأديب اللوذعي ترى به ... جمل الفضائل وهي من أترابه
وله المقال المستجاد بأسره ... وسواه نحثو وجهه بترابه
ولقد رشفت زلال معنى لفظه ... والغير يقنعه لموع سرابه
فاعجب له من شاعر متقادر ... سل المنام بلطفه وسرى به
أنسى البدائع من بديع نكاته ... فسمت بلاغته على أعرابه
وأتى بكل غريبة في نظمه ... منسوبة المعنى إلى أعرابه
لله أبيات أتت من نحوه ... أشفت فؤاداً ذاب من أوصابه
قد كان أفناه النوى وأباده ... مما يلاقي من مرارة صابه
وأتى بتجنيس يرق لطافة ... وروى المعالي وهي من ألقابه
فاعجب لسحر كلامه كيف اغتدى ... مستعذباً عندي لما ألقى به
يا من إذا عد الورى قلنا لهم ... لا نرتضي أنا نرى ألفاً به
كيف الفداء وقد طربت عشية ... من قربه لما بدا ألفى به
يا فاضلاً بعدت مرامي عزمه ... وغدا تغزله ببدء خطابه
وبدأته بالماهر الندب الذكي ... وأجابني ثغر شفى برضابه
إني أعيذك أن تعود لمثلها ... إذ ذاك خلق لست من أصحابه
وإذا أتتك من القريظ مقالة ... وأبيت عنها فلتكن من بابه
ولك الإله يديم حظاً شامخاً ... ما حن مشتاق إلى أحبابه
وله موشحة على وزن موشحة الأديب العلامة ابن خطيب داريا الأندلسي وهي:
ليت شعري يا أخلاء الهوى ... هل أرى بدري بحاني مؤنسي
أم أقاسي من زمان قد قسا ... ورى أحشاي سهماً عن قسي
دور