وثبت على التوحيد قلبي ومن لي ... بخاتمة الإيمان من غير فاضل
وكن لي رحيماً في البلاء وفي البلا ... بدنيا وأخرى يا رجا كل سائل
ودم راضياً عني كذاك ومرضياً ... خصومي ويوم العرض لا تك خاذلي
فإني أرى الدنيا سراباً وأهلها ... أحاديث يرويها الزمان لناقل
وما الكون إلا كالهباء لناظر ... أو الحظ في مستبحر ذي جداول
وإني لراض بالقضا وبما تشا ... وعندي يقين أن لطفك شاملي
ولكنني أشكو البلالك لا القضا ... لأنك أنت الحق أعدل عادل
وللغير لا أشكو وإن سامني الردى ... وفصل فصال المنايا مفاصلي
وعن رتبة التسليم في كل حالة ... فؤادي وإن ناجاك ليس بنازل
وحبة قلبي في معانيك أنبتت ... بقدس سواد الليل سبع سنابل
تعرفت لي من قد ألست بزرعها ... فلم أسقها غير الدموع الهواطل
وبالكتم من بعد الحصاد درستها ... بلب خلا عن فكرة وتخايل
ولا برحت قوتي مع الفقر والغنى ... وقوت عيالي في الضحى والأصائل
ألا ما ألذ القرب بعد النوى وما ... أمر الجفا والهجر بعد التواصل
تبرأت من حولي إليك وقوتي ... ومن عملي والعلم ثم التفاضل
لتقطعني بالقرب عن كل قاطع ... وتشغلني في الحب عن كل شاغل
أشاع الورى عني عداتي وأظهروا ... الشماتة فيما بينهم بالتداول
وبالموت لم يشمت بمثلي تشفياً ... من الناس إلا كل باغ وباسل
أليس الوجود الحق ذاتي بلا مرا ... وهذي البرايا كلها محض باطل
فلا يحسب المغرور أني مضيع ... زماني سدىً ما بين هاز وهازل
فدع عصبة البهتان تفعل ما تشا ... فما الله عما يفعلون بغافل
فمن أين للخفاش أن يبصر الضيا ... وهل يألف الجعلان ورد الخمائل
ومني على روحي الصلاة مسلماً ... وأصحابه والآل مع كل كامل