ثم الصلاة والسلام الأبدي ... على النبي الهاشمي محمد
أفضل أهل الأرض والسماء ... وأشرف الجدود والآباء
وآله وصحبه الكرام ... والحمد في المبدأ والختام
فقد علم من النظم أن المترجم قد ولد في مدينة معرة النعمان سنة ألف ومائتين وتسع وعشرين وتربى في حجر والده، ثم إنه في سنة مائتين وأربعين سافر مع والده إلى حمص، وأقام معه بها إلى سنة ثمان وأربعين، وكان قد حفظ تلك المدة في الإقبال على الطلب في فنون متعددة على والده وغيره، ثم عاد مع أبيه إلى الوطن، ولم يزل على طلبه وترقيه إلى عام ثلاثة وخمسين، فتقلد القضاء في المدينة المرقومة، وكان يظن أن ذلك يكون له منحة عظيمة، فكان له محنة وبلية جسيمة، فتعارك مع الأقران، وتخاصم مع نواب ذلك الزمان، وتعاقبت عليه الغوائل، فألقته في بحر عميق بلا ساحل، فلم يكن له ملجأ سوى صاحب الرسالة، وحاشاه أن يهمل أقاربه وآله، فخلصه الله من كروبه، وأوصله من خذلانهم إلى مطلوبه، ولذلك كان كثير التوسل بجنابه، دائم الصلاة عليه وعلى آله وأصحابه. وقد اجتمع بكثير من الأدباء، وعددٍ غزير من العلماء، من أكابر سادة عصره، الكائنين في مصره وفي غير مصره، كالعالم العلامة، والحبر البحر الفهامة، السيد الشيخ وفا أفندي الحلبي المتوفى في أواخر شهر ربيع الأول سنة ألف ومائتين وأربع وستين، وكالعالم الأديب الأريب الشيخ أمين أفندي الجدندي الشاعر الماهر المشهور، وغيرهما ممن طاب في الأنام ذكره، وطلع في أوج الرفعة بدره، وفي يوم السبت الثامن والعشرين من ذي الحجة الحرام، سنة إحدى وستين حضر إلى الشام، مطلوباً من واليها هو وأبوه لأمر سياسي اقتضى ذلك، وفي نصف صفر