شمس أضاء الكون نور سنائها ... ويتيمة ما ثنيت بقرين
ختم الولاية للبداية وارث ... كنز على الأسرار غير ضنين
قد كان يعشقه المشير بطبعه ... عشقاً تخلص من ربا تلوين
والفضل يعرفه ذووه بلا مرا ... وكفى بهذا القدر من تحسين
والمرء يحشر مع محبيه أتى ... في سنة الهادي البشير أمين
ولذا أشرت إلى الضريح مؤرخاً ... هذا حبيب الشهم محيي الدين
وبقي في مصلحته وكتابته لدى كل مشير بعد موت المشير المرقوم إلى أن حضر عبد الكريم باشا في سنة ثلاث وسبعين ومكث مدة قليلة ثم عزل عن الأوردي الخامس وتوجه لعهدته ارد والأناطولي فاستصحبه معه بوظيفتي الكتخداية وكالة الشؤون الخاصة وكتابة ديوانه إلى مركز الارد والهمايوني الجيش السلطاني وهو بلدة الأرزنجان، فأقام هناك دون أربعة أشهر ثم توجه بالإذن إلى طرابزون ومنها في البحر الأسود إلى دار السلطنة العظمى وكان دخوله يوم عاشر المحرم سنة أربع وسبعين فأقام خمسة أشهر، ثم حضر إلى الشام إلى مصلحته الأولى وهي كتابة العربي في أردو وعرب ستان، ثم في سنة ست وسبعين في نصف شهر جمادى الأولى عاد لدار السعادة حيث أن الصدارة العظمى أحيلت لعهدة قبريسلي زاده محمد باشا لوعد كان وعده به، وبعد وصوله بأيام قلائل عزل الباشا المشار إليه، فأقام المترجم أربعة أشهر وعاد لمأموريته بدمشق، وكان المشير إذ ذاك في الشام أحمد باشا الشهيد. وفي أثناء تلك السنة حصلت وقعة النصارى في جبل لبنان ثم في الشام، فعينت الدولة لإصلاح سوريا حضرة ناظر الخارجية فؤاد باشا مأموراً مستقلاً فوق العادة، وعند حضوره إلى دمشق استخدم المترجم بمعيته ثم بإعضائية مجلس فوق العادة، وبعد ذلك انتخبه إلى فتوى الشام، وورد له المنشور العالي في نصف شهر جمادى الأولى سنة سبع وسبعين ومائتين وألف، ثم