اليمن، فأمر الدولة العلية بإرسال مأمور لتحقيق أحوال الباشا المشار إليه وغيره، فانتخب مجلس الوكلاء المترجم لذلك، وصدرت الإرادة السلطانية بتوجيهه، وعين له خرج طريق خمسة وسبعون ألف قرش ما عدا المعاش، ثم ضم إلى ذلك مأمورية رياسة مجلس تشكيل ولاية اليمن، بمعاش عشرة آلاف قرش، فذهب إلى هناك في ذي القعدة سنة ألف ومائتين وسبع وثمانين، وبقي هناك مدة موفقاً محترماً، ثم إنه استعفى بعد مدة لعدم موافقة المحل لمزاجه وصحته، وحضر إلى الشام معدوداً من أفاضلها وذوي فضائلها، إلى أن دعته المنية، للمراتب العلية. وذلك في أواخر محرم الحرام الذي هو من شهور سنة ألف ومائتين وخمس وثمانين، ودفن في جبانة مرج الدحداح رحمه الله تعالى.
ومن قصائده التي هي في كعبة الحسن معلقة، وأشعاره التي تفوق على السلافة المعتقة، قوله مادحاً خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيدنا الإمام أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه:
إذا ما رماك الدهر بالبؤس والضر ... فكن مستجيراً بالإمام أبي بكر
خلاصة أصحاب النبي بلا مرا ... وأولاهم من بعده صاح بالأمر
وأفضل أهل الأرض بعد محمد ... وبعد النبيين الكرام بلا نكر
صديق صدوق في المحبة كيف لا ... وما افنك عنه في الحياة وفي القبر
ولم يتلعثم بالإجابة عند ما ... دعاه إلى الإسلام خير الورى الطهر
وأخبره عما رأى في منامه ... قديماً وما قصته كاهنة العصر