للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال نعم والله إنك صادق ... وإنك أنت المصطفى من بني فهر

وأنت رسول الله للناس كلهم ... وخاتم كل الأنبياء إلى الحشر

وفي ليلة الإسرا بتصديقه به ... غدا أمة والناس في غفلة الكفر

وبالنفس والأموال جاد ولم يزل ... مطيعاً لما يقضيه كالولد البر

وفي الغار ثاني اثنين والله ثالث ... بنص كلام الله في محكم الذكر

بصحبته رب البرية شاهد ... وذلك عند الله من أعظم القدر

وفي يوم بدر في العريش رفيقه ... وحاجبه حرصاً عليه من الغدر

مساعيه في الإسلام جلت فلم تكن ... تقدر أو تحصى بعد ولا حصر

هزبر له في همة الدين نصرة ... وعزم شديد يجعل السر كالجهر

وفي مدحه كم من حديث مصحح ... رواه لنا حبر يحدث عن حبر

فمنها أبو بكر أياديه لم تزل ... علي وما كافأته آخر العمر

ولو كان بعدي مرسل لم يكن سوى ... أبي بكر الصديق في غاية الفخر

ويوم وفاة المصطفى حين أخطأت ... من الناس آراء لدى كل ذي فكر

فمن قائل لا تخبروا بوفاته ... مخافة أن يرتد قوم على الاثر

فما هو إلا أن دعا الناس مسرعاً ... وقام خطيباً بالمحامد والشكر

وقال ألا من كان يعبد أحمداً ... فقد مات إعلاماً لمن كان لا يدري

ومن كان منكم يعبد الله مخلصاً ... له الدين بالإيمان من عالم الذر

يحقق أن الله حي منزه ... عن الموت قيوم على كل ذي أمر

وقد قال في التنزيل أن محمداً ... رسول خلت من قبله الرسل في الدهر

ولما أتم الآية استرجع الورى ... كأنهم لم يسمعوها من الذكر

وقوى قلوب المؤمنين بوعظه ... وأذهب عنهم غصة الخوف والقهر

فبايعه أهل التكلم بعد ذا ... وخابت ظنون المشركين من المكر

وقام بتجهيز الرسول ودفنه ... فكم طفقت عين على فقده تجري

وأمضى غزاة باشر المصطفى بها ... فكانت بحمد الله فاتحة النصر

<<  <   >  >>