إلى الحيف، فتكون كمن ضيع اللبن بالصيف والزم الأدب مع أهل الكمال، ولا تك ممن عرف الحق ومال، ثم إنها تاهت تيه نشوان، وفاهت بشبيه الجمان:
أنا قد لبست ببهجتي ... خلع الملاحة والطرف
وظهرت في أوج العلا ... ببديع حسني والظرف
حسب الهلال تكلفاً ... ما فيه من شين الكلف
وبأنه لو لم يقا ... بلني لغشاه السدف
وإذا تجلت طلعتي ... في ذاته منها انكشف
وإذا انحرفت لوجهتي ... في السير أظلم وانكسف
فكأنني وكأنه ... في شأو سبق ذي شرف
كالدرة البيضاء إذ ... باحالها قشر الصدف
فلما أمعن القمر في معانيها، وجال طرف فكره في مغانيها، وثب وثبة الأسد، ونعب نعبة الحرد والغضب، وقال أيتها اللافحة بنار الهاجرة، لأنت التاركة للإنصاف والهاجرة، تزدرينني بسواد الكلف، أو ما دريت أنه من دواعي الحب والكلف، فهل هو إلا كخال توج به الخد المورد، أو كنقطة عنبر صيغت على در منضد، أو عذار يقيم لعاشقيه الأعذار. أو إنسان عين يشير لناظريه بالإنذار، وكأنك لم تسمعي قول من قال، وأحسن فيما قال: