للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولتعترف بفضلي اعتراف من تنبه غب ماسها، وإن عادت العقرب عدنا لها، ثم شمر عن ساعده الأشد، وضرب بلسانه أرنبة أنفه وأنشد:

لي منهج في العلا قد عز مسلكه ... ولي الكمال الذي بالفضل أملكه

تمنت الشمس أن تدنو لمرتبتي ... ما كل ما يتمنى المرء يدركه

فعند ذلك التهبت الشمس غضباً، وقضت مما سمعته وشاهدته عجباً، وقالت تعاليت علي بالإفك، وتعاميت عن حطتك مذ كنت هلال الشك، وبغيت بغي من ضل وتزندق، وتفرزنت وما أنت إلا بيدق، أوما خجلت من هذا الصلف، مع ما في وجهك من الكلف، وهل أنت مني في القدر، إلا كقلامة الظفر، ومع ما فيك من المحو والنقصان، كمالك لا يفي بتمام الإيضاح والبيان، فأنت نال وأنا متلوة وآيتي مبصرة وآيتك ممحوة وكفاك أيها الخادع الغرار، إن اسمك مشتق من القمار، وأنك عون السارق، وهون العاشق الطارق، تحل أجرة المنزل راجل الدين، فتذل بذلك فاقد الورق والعين، ويلي نورك ثياب الكتان، ويؤول كمالك إلى النقصان، وليت شعري هل لك بظهوري ظهور، وهل محور الدرج والدقائق إلا علي يدور فالزم الخضوع والاستكانة، ولا تطاول من سماك مكاناً ومكانة، فما هلك امرؤ عرف قدره، ولا سلك صواباً من روج مكره وغدره، ولقد بانت حجتك، واستبانت محجتك، فلا تعد بعد

<<  <   >  >>