للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن الكمال أنهاه، ومن الحسن أولاه، أنكما لآيتان من آيات الله، ولأنتما للزمان روحه وجسده، ولعالم الإنسان عضده وسنده، وهل أنت أيها البدر من يوح، إلا كشقيق روح أو ابن بوح، فلم تختلفان وعليكما دار الملوان بحسبان، وما منكما إلا له مقام معلوم، وفضل في الأنام مرسوم، فلا تعودا إلى المشاحنة فإنها تشين النفاسة، ولا يخفى عليكما ما ينشأ عن حب الرئاسة.

قالت راوية الأثر: فلقد خاب القلوب ببلاغته وأسر، وأرضى كلاً منهما بما أمضى وأسر، فتهلل وجه كل منهما بالصلح، وتلا سورة النصر والفتح، وتمثل كل وقوفاً بين يديه، واستأذن بشكره والثناء عليه، فقال بسم الله ولا حرج، حيث تم المنى ووافى الفرج، فعند ذ لك ابتدرت الشمس، وأنشدت ما يقر العين والنفس:

حياك من فرد وحيد ... يا طلعة الحسن الفريد

يا سالياً قلبي العليل ... وسالباً لبي الشريد

لولا قوامك مائس ... ما شاقني غصن يميد

كلا ولولا راح ثغرك ... لم أهم في حسن غيد

لم أبد منك لطائفاً ... إلا حلالي إن أعيد

وهواك أقرب للحشا ... والروح من حبل الوريد

يا من لأوج صدوده ... قد أعجم الوصل الحميد

قلبي الحسين شهادة ... واللحظ منك غدا يزيد

أصبو بنجد والعرا ... ق إلى بياتك لو تريد

وأنوح نوح الأصفها ... ني كي ترق فلا يفيد

وحصار ركب نواك ير ... صدني جهاراً بالوعيد

<<  <   >  >>