يا أخا الركبان بالله التفت ... أن تعي من موثق الوجد كلامه
مس عني ترب ذياك الحمى ... وأجل في بابه وجهاً وهامة
باب رحب نزل الروح به ... وبه القرآن قد سل حسامه
موطن الإيمان والعلم الذي ... لمعت منه على الكون العلامة
حضرة الرحمة مضمار الهدى ... مهبط الوحي وميزاب الكرامة
مشهدكم شوهدت من ركنه ... دولة الغيب وأعلام الإمامة
كيف لا والمصطفى من هاشم ... فيه ثاو شرف الله مقامه
خير من مس بنعليه الثرى ... وأجل الخلق قدراً وشهامة
والنبي العربي المجتبى ... والذي ظهرا أظلته الغمامة
سل تراب الغار عما نسجت ... عنكبوت الغار ليلاً مذ أقامه
وسل الباب الذي شرفه ... كيف حامت حول ركنيه الحمامة
وسل الماء الذي من كفه ... فاض والجيش به نال مرامه
لا تسل عن معجزات ظهرت ... منه جلت وهي تبدو للقيامة
كان في الدين ربيعاً عمره ... صامه لله بالله وقامه
وهو نور أزلي طرزه ... صار في وجه وجود الكون شامة
جحفل الرسل الذي قدماً أتى ... زين الله بمجلاه ختامه
بابه للأنبيا باب الرجا ... وترى كل الورى يبغي استلامه
وهو ركن المجد مرفوع الذرا ... حصن علم الغيب مكنون الدعامة
طوي العالم في جبته ... وعلى العرش علت منه العمامة
لو دعا البحر لوافى سائغاً ... أو دعا المنقض من ميت اقامه
شرفت جبريل منه خدمة ... حولت فيه عن الدين لثامه
وبه الرحمن أعلى صولة الحق ... جهراً وبه شاد نظامه
مضمر من حضرة القرب بدا ... ما استطاع الطمس في الغيب اكتتامه
علة الخلق ومن هذا نرى ... أوجب الله على الخلق احترامه