في المجد التالد وكان حضرة مولانا خالد يصفه بحريري الزمان، وناهيك بهذه الشهادة من مثل هذا العارف الجليل الشان، وقد ترجمه أيضاً حضرة الفاضل المفرد، والمؤرخ الأوحد، أحمد بن محمد بن علي بن إبراهيم الأنصاري اليمني الشرواني، في حديقته فقال: القول فيه أنه طرفة الراغب، وبغية المستفيد الطالب، وجامع سور البيان، ومفسر آياتها بألطف تبيان، أفضل من أعرب عن فنون لسان العرب، وهو إذا نثر أعجب، وإذا نظم أطرب، فوالعصر، إنه لإمام هذا العصر، أخبرني بديع الزمان، شيخنا الشيخ عبد الله بن عثمان، أن هذا الفاضل الأديب، أبدع في نظمه مغني اللبيب وأبرز أسرار البدائع بتصانيفه المشتملة على اللطائف والروائع، متع الله بحياته ذوي الكمال، وجمعني به على أجمل حال، فمن شعره هذه الأبيات، وقد وجدتها بخطه في ظهر كتاب تضمن حاشية الشيخ العلامة ياسين على مختصر المطول، قال أنجحت آماله: وقلت على لسان محبوب طلب وصاله:
أيها الصب الأديب ... لا ترى وصل الحبيب
فالثريا لا ترى ... قبل تغيب الرقيب
قد زارني والليل يحكي فرعه ... ظبي الشذا أنا في النحول كخصره
فجنيت من وجناته ما أشتهي ... ورشفت من صبب بحمرة ثغره
فسكرت حتى مست مثل قوامه ... طرباً ولم أشعر عواقب وزره
ويطربني قوله
قلت لما قال لي خشف الفلا ... صف عذاري وقوامي واعجلا
يا عديم المثل قد كلفتني ... غير ما أقدر حتى قلت لا