السنة سيدنا الإمام أحمد بن حنبل رضي الله تعالى عنه، وذكر أيضاً أن له تاريخاً على نحو سلافة العصر سماه الغرر في وجوه القرن الثالث عشر وطلب منه إرسال ما تيسر له ترجمته من أجلاء دمشق، وله غير ذلك كثير، لأنه عاش بعد تاريخ ذلك الكتاب الذي أرسله للشيخ غنام المرقوم ما ينوف على عشرين سنة. ومن كلامه برد الله مضجعه:
لولاك يا ظبية الوعساء لم أرق ... دمعاً ولم أكحل العينين بالأرق
ولم أسر أكحل الظلما بيعملة ... كالميل جال بمسود من الحدق
أرمى بها كل فج لو تجشمه ... مع الرياح لما هبت من الغرق
إلى أن قال:
حتى إذا سال ريق الفجر من فمه ... على البسيطة واحمرت لمى الشفق
أشرت للركب أن صلوا فقد جعلت ... أيدي ذكا تسلخ الظلما عن الأفق
وهي طويلة الغزل مشتملة على وصف الليل وأنجمه ووصف الركاب وأنواع جمة.
وقد ذكر المترجم وأثنى عليه جم غفير من الأفاضل، منهم العلامة الشهير السيد محمد أمين عابدين، حيث قال في كتابه سل الحسام الهندي ما نصه: ومن أراد الزيادة على ذلك من أوصاف هذا الإمام، فليرجع إلى الكتاب الذي ألفه فيه الهمام، خاتمة البلغاء، ونادرة النبغاء، الأوحد السند، الشيخ عثمان بن سند، الذي سماه أصفى الموارد في ترجمة حضرة سيدنا خالد فإنه كتاب لم يحك ببنان البيان على منواله، ولم تنظر عين إلى مثاله، مما اشتمل عليه من الفقرات العجيبة، والقصائد الرائقة الغريبة، عارض فيه المقامات الحريرية، والأشعار الحسانية والجريرية. وذكره أيضاً وأثنى عليه خاتمة المفسرين العلامة شهاب الدين محمود أفندي الألوسي، في الفيض الوارد والعلامة السيد إبراهيم فصيح الحيدري