للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكوكب السعد مسعود بطلعته ... يلوح في ذورة الأفلاك بالبلج

ومن يقف بالحمى نودي بلغت مني ... هذا الغياث ففز بالبشر والفرج

فالله يحفظه من كل نازلة ... ممتعاً بسرور عنه لم يعج

ما نال كل المنى في مدحه حسن ... معطراً من ثناه نفحة المرج

ثم إنه بعد تمام رمضان، قامت دواعي الأفراح من كل زوجين اثنان، وذلك لختان جلالة السلطان مراد والسلطان عبد الحميد شبلي مولانا المعظم أمير المؤمنين السلطان عبد المجيد، وكان فراغ مواكب الختان، ذوات العظمة والشأن، نهار الجمعة حادي وعشرين من شوال، سنة ثلاث وستين ومائتين وألف من هجرة محمد شمس الكمال، وقد أنشد سيدي الوالد في تهنئة السلطان، ومؤرخاً ذلك الختان:

ظهر السرور وزالت الضراء ... وصفا الزمان ونجمه العلياء

وترنمت أطيار روضات الهنا ... بدوام عز لم يشبه فناء

وتراقصت أغصان هاتيك الربا ... حيث المغارس أرضها الفيحاء

وتدلت الزهر الكواكب فرحة ... وبدا الهناء ولم يصبه عناء

والناس طراً قد تزايد بشرهم ... وعلا الجميع بشارة حسناء

وعلى الرؤوس مشوا بأفخر حلة ... يا حبذا تلك الخطا الحسناء

وترى النجوم من البحور تصاعدت ... فكأنها للناظرين سماء

نغمات أنس بالتهاني أقبلت ... بترنم تسمو به الأرجاء

يا بهجة للعالمين بأسرهم ... حيث الأماكن زانها النجباء

بكواكب منها الخيام تزينت ... بشموس أفلاك هم الوزراء

وكذا الموالي للرحاب تواردوا ... والبشر فيهم قد علاه هناء

لما أنال الله بغيتنا بدا ... ملك الندى وعليه راق بهاء

فأراح أرواح الأنام ببشره ... وتروحت من نشره الأرجاء

<<  <   >  >>