وعلى آله وصحبه، وجنده وحزبه، ما لمع برق، وتدفق ودق، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد فإن الشاب الفاضل، والأديب العالم العامل، الشيخ حسن بن الشيخ إبراهيم البيطار، قد حضر عندي حينما حضرت إلى الشام، جميع دروسي التي قرأتها على التمام، حضور تدقيق ودراية، غير أنه قد حضر تلاوة قليل من الأحاديث الشريفة على طريق الرواية، ثم استجازني بما تجوز لي روايته، وتستند إلي عن شيوخي الأعاظم درايته، فتمنعت قدر الإمكان، واعترفت بأني لست من أهل هذا الشأن، وعندما ألح علي استخرت الله وأجزته، وبمطلوبه ومرغوبه أسعفته، بما تجوز لي روايته وتنسب إلي درايته، عن أشياخي الذين اقتبست أنوارهم، واغتنمت أسرارهم، فهم ولله الحمد عدد كثير كل له قدر خطير، فمنهم العلامة الشيخ محمد الصبان، والفهامة الشيخ أحمد بن يونس، والشيخ عبد الرحمن المغربي، والشيخ محمد الشنواني، والشيخ عبد الله سويدان، وغير هؤلاء من السادة الشافعية، وأما من السادة المالكية: فالإمام الشيخ محمد الأمير، والشيخ محمد عرفه الدسوقي، والشيخ أحمد برغوث، والشيخ البيلي، وغيرهم. وقد يسر الله لي حين سياحتي في الديار الرومية والشامية والحجازية، فرأيت جهابذة فضلاء، وأساتذة نبلاء، قد تسنموا غارب الفضل، واجتنوا ثمار العقل، فأخذت عنهم بعضاً من العلوم، وربحت تجارتي بما استفدته من دقائق المنطوق والمفهوم، وكذلك قد أجزته بما لي من التآليف، التي انتهزت فيها من الدهر فرصة بعد طول تسويف، فهي جملة من الرسائل والحواشي والشروح، التي لا تخلو إذا نظرت بعين الانتقاد عن مطاعن وجروح، فليست مما يستحق أن ينشد في المجالس والمحافل، ويذكر في مجالس الأفاضل، ولكن سأذكر بعضها إزاحة لعلة التشوف، وتبريداً لغليل التطلع والتهلف، فمنها حاشية شرح قواعد الإعراب، وحاشية الأزهرية، وحاشية