من الغرب وافى الشرق فازدان بهجة ... وأمست به عين المنى تتنضخ
وحل به العز الذي ليس ينقضي ... فكان به مبدا المعالي يؤرخ
رسا فوق هام النجم سامي مقامه ... فأضحى له بالفضل مرسى ومرسخ
من القوم كل المجد يعزى لعزهم ... كرام لمن قد ضل بالسيف دوخوا
مناقبه تتلى بها سور الثنا ... وليس لها في محكم المجد منسخ
حمى الدين والدنيا بعز شهامة ... تضيق بها الأرض الفضا وهي سربخ
شمائل ما للمسك في الشم طيبها ... بأنفاسها برد الشمال مضمخ
له الكلم اللاتي بها السمع يزدهي ... وتعنو لها شم العلى وهي شمخ
لقد أنطقت بالحق من كان أخرسا ... وأسمع من سمع بها عاد أصلخ
أقل نداه دونه كل وابل ... فيرضى المرجى بالغنى حين يرضخ
عوادي الحيا تهمي حياء لطله ... وقد أغرقها أعين منه نضخ
فطوبى لأرض الشام إذ حل شامة ... بها فهي فوق النجم بالتيه تزمخ
درى بعض ما فيه من العلم والتقى ... وحسن الحجا من كان في العلم يرسخ
لقد سار مثل البدر في فلك العلا ... بطول دراري الأفق عزاً ويبذخ
وأرج أرجاء الممالك بالثنا ... فكل بطيب الفضل منه يضمخ
فلا ملك إلا وأصفاه وده ... وإن تجر ذكراه لديهم يبخبخوا
صفا باطناً لله مع حسن ظاهر ... به تمدح العلياء والمجد يمدخ
فما شأنه وهو النقي من الخنا ... مقالة ذي عرض به يتطلخ
فيا من به الدين ارتدى برد عزه ... فعاد بسامي فضله وهو أبلخ
تنبه شعري في معاليك للعلا ... وأمسى به صعب المعاني يدوخ
فأنشأت أبكاراً تجلت شموسها ... إذا كان يمسي الغير للشعر يسلخ
وأبدعت بالأفكار إنشاء صورة ... يشوه بها وجه المعادي ويمسخ
وأرسلتها مع رقة اللفظ صخرة ... بها هام من يشنا معاليك يشدخ