وهو آخر مؤلفاته، وله رحمه الله من الروايات عشرون رواية وكانت وفاته رحمه الله في شعبان سنة ألف وثلاثماية وثمان.
ومن قصائده الأنيقة، وأشعاره الرقيقة، قوله مادحاً حضرة السيد الأمير عبد القادر الجزائري الحسني قدس الله روحه، ونور مرقده وضريحه.
عقود ودادي نظمها ليس يفسخ ... وشرح غرامي محكم ليس ينسخ
نشأت بخمر الحب نشوان فهو لي ... إذا شئت ترب يا أبا الفضل أو أخ
أذل لمن أهوى وكم ذل عاشق ... أشم له أنف إلى المجد أشمخ
تمد خدود الغيد قلبي بنارها ... فمهما جرى دمعي فلا يتبوخ
ولم تكتحل عيني بميل من الكرى ... وكم بين من أهوى وبيني فرسخ
أروح قلبي بالمنى وهي قد قضت ... فهل بوفا بدري بها الروح تنفخ
يجر فؤادي للعنا هدب شادن ... ترض به الأحشاء منا وترضخ
وأبدى محياه لعيني نسخة ... بها راح ينسى كل حسن وينسخ
وأطلع حول الورد ريحان عارض ... به دون وردي جنة الخد برزخ
ويسكر دون الرشف خمر رضابه ... لما أنها بالنار للخد تطبخ
وبي زائر بالزور قد زار مضجعي ... سرى وجناح الليل أقتم افتخ
أطار الكرى من وكر جفني طيفه ... فأمسى به طير السهاد يفرخ
فرحت به أنشي المعاني وأنتشي ... بذكراه والأجفان بالدم تنضخ
رسخت بأوصاف الجميل وإنني ... بمدح ابن محي الدين ذي المجد أرسخ
فتى الفضل عبد القادر السيد الذي ... يجيب ندى من أمه وهو يصرخ
وذو النسب السامي الذي نشر طيبه ... هو المسك مع طول المدى ليس ينسخ
محط رحال المعدمين وقصدهم ... فنجب الرجا في باب علياه نوخ
تضم به العلياء طود مهابة ... بطلعته الغراء تسمو وتشمخ
إمام بأفق الشام للحق منشىء ... تلاشى به من كان في البطل يملخ