إن يظهروا الجد من حزن فإنهم ... إذا خلوا بشياطين الهوى لعبوا
لا يشمتوا إن للأيام منقلباً ... عليهم والليالي أمنها رهب
ألم يروا كم أباد الدهر قبلهم ... من القرون وهم من بعدهم ذنب
آمالهم خيمت فيهم وما علموا ... إن المنايا لها في حيهم طنب
لكنهم قوم سوء طال عمرهم ... وقصروا في العلا هذا هو السبب
لو لم يكن خيهم والله يرحمه ... ما عاجلته المنايا وانقضى النحب
إنا فقدنا البقايا الصالحات به ... والصبر عز وجل الويل والحرب
من للقوافي التي كانت محجبة ... إذا بدت وهي بالأحزان تنتقب
لقد سبتها المراثي في مناقبه ... ودمعها في انسجام هامل سرب
كأن كهف المعالي لم يكن أبداً ... للناس عوذاً إذا ما حلت الكرب
لم يبق في الأرض شيء بعده حسن ... إلا خلال له تعزى وتنتسب
لما دعاه إلى الفردوس خالقه ... لباه شوقاً وكادت مهجتي تثب
طافت عليه بها الولدان حاملة ... من اللجين كؤوساً ملؤها ضرب
والحور مذ جاءها قالت مؤرخة ... بشرى فقد جاءنا المقصود والأرب
وقال فيه أيضاً وقد سئل رثاه:
قالوا قضى حسن المناقب فارثه ... فأجبتهم ومدامعي تتحدر
لا أستطيع رثاء من لمصابه ... أضحى لساني في فمي يتعثر
وكانت وفاة هذا الهمام العلي القدر في رمضان كما تقدم سنة ألف ومائتين واثنتين وستين بداء الصدر رحمة الله عليه.