اليد الطولى، وتولى منصب الإفتاء العام من طرف السلطان في مدينة حلب، وكان حسن الأخلاق كريم الطباع، وكان له تردد عظيم ومحبة صافية مع العالم الشريف خليل أفندي المرادي مفتي دمشق الشام حينما كان في حلب. ولما مرض المترجم المرقوم وعاده خليل أفندي وكان قد أشرف على الصحة أنشده من لفظه لنفسه وذلك سنة خمس ومائتين وألف قوله:
قد كنت مضنى عليلا ... وصار جسمي نحيلا
وليس لي من طبيب ... يبري لدائي غليلا
فأنعم الله مولى ... بين الأنام خليلا
من خير أصل وفرع ... مفضلاً وأصيلا
من آل بيت المرادي ... مشرفاً وجليلا
أنعم به من كريم ... قد حاز مجداً أثيلا
أباؤه الغر قوم ... أوفوا الكمال الجزيلا
فكم لهم من سجايا ... تولى العطاء النزيلا
كانوا ملاذاً وذخراً ... لمن غدا مستنيلا
وبيننا إنتساب ... جيلاً وجيلاً وجيلا
وجدهم قطب وقت ... أعني المراد الجليلا
وإنه شيخ جدي ... به يؤم السبيلا
ونجله كان شيخاً ... لوالدي مستميلا
وأنت يا خير نجل ... أرجوك اذناً وقيلا
تحيي مآثر قوم ... شادوا العماد الطويلا
لا زلت غوثاً وغيثاً ... وبالأيادي همولا
وأنشد لنفسه أيضاً:
يا خليلي ومنيتي ومرادي ... طيب الأصل يا رفيع العماد