في الرحاب الشريف نيل العطايا ... من نحاه له المنى والعطاء
وكان يصحبه في الزيارة جمع من المريدين والأخيار، من أكابر أهل العلم والطريق وذوي الصناعة والتجار، كالأستاذ الفاضل الشيخ محمد الجسر الطرابلسي أبي الأحوال، والشيخ العارف الشيخ محمود الرافعي صاحب الكمال، والأستاذ الشيخ صالح اللاذقي الطويل، والأستاذ الكامل الشيخ محمد القاوقجي الشاذلي ابن خليل، وكثير من ذوي المقامات العالية، والمناقب الرفيعة السامية، وكلهم يتأدبون بين يديه، ويعولون في مهمات أمورهم عليه، وأما كشوفاته وكراماته، وأخباره الغيبية وصلاته، ومقاماته المرتقبة إلى ذروة الكمال، فلو أردنا بسطها لخرجنا عن الاختصار المطلوب إلى الإطالة في المقال، وله من بديع التآليف، وجميل التصانيف، عدة وافرة، نفعنا الله به وبعلومه في الدنيا والآخرة، وكان كثير التعلق بالذات المحمدية، وله عدة اشعار يمدح بها ذاته العلية. منها
قد عيل صبري وأيام الصبا ذهبت ... واليد صفر ودمع العين كالديم
ولي حنين سما في كل آونة ... لخير من جاء بالتبيان والحكم
وقد خشيت من الأيام تمنعني ... عن الوصول لباهي النور والشيم
يا رب سهل طريقي في زيارته ... من قبل أن تعتريني شدة الهرم
وله رحمه الله
يا نسمة هبت بطيب من قبا ... أنعشت حباً في الحجاز لقد صبا
سيري لطيبة خبري عن صبها ... ما زال يصبو للمعاهد والربا
وإذا دخلت لروضة قد طهرت ... قولي حسين لإذنكم مترقبا
قد شاب رأساً يا كرام ترحموا ... فعساه يقضي من حماكم مأربا