وإن كتبه التي رأيناها يفهم من بعضها أنه المهدي ومن بعضها أنه نبي ومن بعضها أنه إله؛ وذلك مبني على الأصول والقواعد الشيعية، فانهم ليس لهم ثبات على حال واحد، بل هم متقلبون ويتلونون على أنواع شتى، وقواعد البابيين كذلك فليس لهم ثبات على حال واحد، وإن القرآن الذي يدعون أنه نزل عليهم عبارة عن مواعظ وأحكام قليلة متضاربة، غير أنها توصي كثيراً بتخريب الكعبة حيث قد جعلوا مكانها مسجده الذي في شيراز، فعندهم قد بطلت الكعبة الحجازية بالكعبة الشيرازية، ويوصي بأنه يلزم اشتراء البيوت التي حول مسجد شيراز وإدخالها في المسجد للتوسعة، ويقتضى بأن يجعل له خمسة وتسعون باباً، وأخبر في كتبه بوقوع أمور شتى إلى الآن لم يظهر منها شيء، وكذلك أخبر بانتشار أمته شرقاً وغرباً، وجعل السنة تسعة عشر شهراً كل شهر تسعة عشر يوماً، وتأمر كتبه بالصلاة في يوم وقت الظهر فقط، وأن التوجه يكون إلى مسجده الشيرازي وهذا كله بعد موته، وأما حال حياته فإنه اتخذ لنفسه قبلة خاصة به، وكان يأمر بالصلاة تارة ركعتين وتارة تسع عشرة ركعة، وكان يحكم بأن الهواء والتراب النقي الطاهر كل منهما مطهر من النجاسة من غير ضرورة، ولهذا لا يلزم الغسل من الجنابة ولا غسل الثوب والبدن من النجاسة لتطهير الهواء لهم، وإذا استعملوا الماء إنما يستعملونه بين المنكرين تقية، ويجوز عندهم نكاح الأخت وصوم رمضان تسعة عشر يوماً. وقد غير لهم نظام التركات، وإذا صلى أحدهم يقول بدل السلام الله أكبر. وبدل التحيات، وإذا أراد أحدهم السلام إن كان رجل قال الله أعظم وإن كان امرأة تقول الله أجل، وذلك كله مع أشياء أخر يطول استقصاؤها إنما هي مأخوذة عن أخيها الأول واتبعوه بعد موته على ذلك وداوموا عليه وأشاعوه في بغداد وأدرنة، إلى أن بدا