للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا ما بدا ينضنض كالصمل ... على الخافقين سال لعابه

إنه ذلك الحسام الذي يخشى على كل من عليها ضرابه

وقال رحمه الله:

بي كاتب خطه المسود نسخته ... قد بيضت كل تسويد من اللمم

عوذت حاجبه مع شق قامته ... من عين حاسده بالنون والقلم

وقال مشطراً رحمه الله:

رسمت بمحمر البنان شقائقاً ... فزها برونقها طراز برودها

ومشت فألقت من شعاع ردائها ... في الروض مثل ورودها بخدودها

لم أدر أيهما الشقائق فانثنت ... مشغولة الأيدي بحل بنودها

ولمحت زمان النهود فبادرت ... عيني تثلث جلنار نهودها

ورمقت سطراً فوق صدر مشرق ... كنهار زورتها وليل صدودها

وبدت لتثبت بالجعود ضلالتي ... فيه حروف شهودها لجعودها

ومن نثره ما كتبه لصاحب الدولة العلامة الفاضل عبد اللطيف صبحي باشا ابن سامي باشا وكان قد أرسله إليه من دار السلام إلى الآستانة وهو: باسمك يا لطيف قسماً بمن أقسم بالصبح إذا أسفر، ما رأيت مناسبة لنسبتك أيها النسيب إليه، لكونه وأبيك السامي عليه، هو بالانتساب إليك أجدى، وبالاحتساب عليك أيها الحسيب أجدر، وأنى يتسنى له الوصول إلى حضيض سدتك القعساء، ولو طار بأجنحة النسر إلى عنان السماء، على أنه ما يتنفس إلا حسرة على انحطاطه عن علي رتبتك، ولا يتبسم إلا مسرة بما حازه من ارتباط قوي نسبك، ولا ينفلق إلا كاشفاً عن غرر محاسنك الكاشفة للكروب، ولا ينصدع إلا حاسراً عن طرر مآثرك الجاذبة للقلوب، ولا يهب سحراً نسيمه، إلا عن نفح الطيب من سجاياك، ولا يعب عبوب القلوب شميمه، إلا من عبير التعبير

<<  <   >  >>