مولانا السلطان عبد الحميد، ونوري باشا داماد حضرة السلطان المتقدم ذكره، ومعهم جماعة آخرون منهم: شيخ الإسلام خير الله أفندي. وفي سنة ثلاثمائة توفي مدحت باشا ومحمود باشا الداماد في القلعة المذكورة، وكان خلع السلطان عبد العزيز سبباً لاضطراب كثير وحوادث شتى.
وكان القائم أكمل القيام في خلعه حسين عوني باشا، وكان السلطان عبد العزيز هو الذي رقاه وأعلى قدره إلى أن جعله رئيساً على العساكر كلها، بل جعله مقدماً على جميع أهل الرتب والمناصب، فكافأه الباشا المذكور على هذه الأمور العظيمة بأن أدخل في أفكار الوزراء أن السلطان المذكور قد تداخل مع الروسية، وأنه يريد أن يملكهم دار السلطنة، ولا زال هو ومن اتفق معه يسعون في الفساد ويدبرون التسلط على خلعه، إلى أ، تم لهم ذلك فخلعوه ووضعوا مكانه السلطان مراد، ابن أخيه السلطان عبد المجيد. فقدر الله تعالى أن رجلاً يقال له حسن جركس وكان السلطان عبد العزيز المومى إليه متزوجاً بأخته فأخذته حمية على السلطان عبد العزيز، فصمم على قتل حسين عوني باشا، ودخل عليه في دار الصدر الأعظم محمد راشد باشا فوجده مع جماعة من الوزراء مجتمعين للمشاورة في بعض الأمور، وكان مع حسن جركس فرد بست طلقات فقتل به حسين عوني باشا ومعه جماعة من الوزراء، ثم قبضوا على حسن جركس وقتلوه.
وكان موت المترجم كما تقدم سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف سابع جمادى الأولى.