أسلوبها نقلتها بتمامها فقال: بعد الحمد والصلاة، من العلوم أن المقامات والاصطلاحات التي هي في طريقة الإمام الرباني مجدد الألف الثاني، مقررة، ينبغي أن تشاهد في كل درجة منها كيفيات وأحوال وأنواع وأسرار تلك الدرجة، وإلا فاختيار الطريقة عبث، فلم إضاعة العمر، وإن لم تكن المقامات العشر التي أولها التوبة وآخرها الرضا لازمة للباطن فما الفائدة من هذه الطريقة، فإنه يحصل في سير لطائف عالم الأمر كيفيات كثيرة ففي سير لطيفة القلب المفيدة لمراقبة الأحدية الصرفة بعد مراقبة المعية، يحصل الفناء والاستغراق وقطع العلائق والآمال وغيرها، وفي سير لطيفة النفس المفيدة لمراقبة االأقربية والمحبة، يحصل الاستهلاك والاضمحلال، وفناء أنا وغيره، وفي سير عالم الخلق ينهل الفيض الإلهي على العناصر الثلاثة ما عدا عنصر التراب، وتوجد المناسبة لتجليات اسم الباطن والملأ الأعلى وتهذيب اللطيفة القالبية، وتحصل في الحقائق السبعة، وسعة الأنوار وبداهة الأمور النظرية، وزيارة حضرة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وثبوت أذواق المحبة الذاتية، فإن أدرك سالك هذه الطريقة هذه العلوم والمعارف فهو مبارك، وغلا فقد اكتسب العجب والأنانية فويل له. وكل شيء يحصل في الصحبة من هذه الحالات فهو حسن، وإلا فهو تحقير للطريقة، ويلحق المشايخ من ذلك الشخص عار، والمريدين عجب وترذيل للطريق، ودعوى الانتظام في سلك المشايخ هداهم الله سبحانه إلى رضائه واشتياق لقائه آمين. وإذ قد وصل ولله الحمد صاحباي حضرة المولوي بشارة الله وحضرة الحافظ أبو سعيد سلمهم الله تعالى وجعلهم سرجاً لإشاعة أشعة الطريقة لهذه المقامات، والمرجو من الله سبحانه وتعالى أن يتفضل على بقية أصحابي الأعزاء وأحبابي وعلى هذا الدليل المقصر، بالتوفيق للاستقامة واتباع السنة ومحبة المشايخ، والترك والانزواء، واليأس من الخلق،