للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعده من باب الخوف والتقصير، وقال للقائد المذكور: إن مدة الحصار لم تتجاوز بعد سبعة شهور، والمدينة بحمد الواحد الأحد، مشحونة بالسلاح والعدد، وفيها من الجبخانات، والذخائر والعلوفات، ما يكفيها خمس سنوات، فمتى جاء الوقت المعهود، وفرغ الزاد والبارود، وانقطع عنها الإمداد والإسعاف، ننظر حينئذ في إنهاء هذا الخلاف. فلما عاد القائد إلى مولاه، وبلغه جواب عبد الله، تعجب من وقاحته وحار وأمر بإطلاق المدافع على الحصون والأسوار، فأطلق طول ذلك الليل، وانصبت على البلد كعارض السيل، ولما كان الصباح، تأهب العسكر للهجوم والكفاح، فقرعت الطبول، ولمعت النصول، وخفقت الرايات ونفخ النفير، وانقسمت الآليات إلى فرق وطوابير، وسارت العساكر، كالأسود الكواسر، بحسب صدور الأوامر، طالبة القلاع والأبراج، بدون خوف ولا انزعاج، وفي مقدمتها هاتف السعد والإقبال، ينشد قول من قال:

هيا بنا هيا بنا ... للحرب نلقى ضدنا

نحن الأسود الكاسرة ... نحن السيوف الباترة

من أرض مصر القاهرة ... سرنا وقد نلنا المنى

هيا بنا هينا بنا ... للحرب نلقى ضدنا

نحن الجهاديون لا ... نخشى غباراً إذ علا

ولم ندق في البلا ... صدراً إذا الموت دنا

هيا بنا هيا بنا ... للحرب نلقى ضدنا

بارودنا شراره ... يشوي الوجوه ناره

وسيفنا بتاره ... من العدى تمكنا

<<  <   >  >>