للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بكتابة الأوامر والمراسيم، إلى ولاة المدن والأقاليم، يعلمهم بذلك الفتح والنصر، وأنه استولى على عكا بالقوة والقهر، فكتبت في الحين، وأرسلت إلى الولاة والمحافظين، وهذه صورتها: بعد السلام عليكم، المنهى إليكم، إنه نهار أمس، عند طلوع الشمس، زحفت عساكرنا المصرية الظافرة، بالقوة والسطوة القاهرة، واندفعوا على مدينة عكا اندفاع الأسود الكاسرة، وبادروها بالمهاجمة، واقتحموها بالمصادمة والمقاومة، إلى أن فتحوها بقوة الحرب والنار الدائمة، وصعدوا أسوارها الرفيعة، ووطئوا أبراجها المنيعة، وغدت عساكر الأعداء مقهورة، أما عساكرنا المنصورة. ولما تضعضعت منهم الأركان، ورأوا ما جرى وكان، ورفعوا الرايات وطلبوا الأمان، فأجبناهم إلى سؤالهم، وبلغناهم غاية آمالهم، وعاملناهم بالرفق والإحسان، شفقة على الأهالي والسكان، ورأفة بالبنات والصبيان، والأطفال والنسوان، وأخرجنا عبد الله باشا وكتخداه، وقواد عسكره وزعماه، واستولينا على عكا قهراً بإذن الله، ولأجل إعلان هذه البشرى حررنا لكم هذا المنشور، من ديوان عسكرنا المنصور، لتعلنوا مضمونه بالشنلك والسرور وتواظبوا تأدية الدعوات الخيرية، إلى حضرة باري البرية، بدوام بقاء سعادة ولي النعم، جناب والدنا المعظم. حرر في ٢٨ ذي الحجة سنة ألف ومائتين وسبع وأربعين وختمه تحت الإمضا: سلام على إبراهيم.

وبعد ذلك استدعى بعبد الله باشا فحضر بين يديه، وسلم عليه، واعتذر إليه، وتصور الموت نصب عينيه، فلاطفه وطيب قلبه، وسكن روعه ورعبه، وأجلسه بالقرب من حضرته، وقابله بما يليق بمقامه ورتبته،

<<  <   >  >>