للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كعبة ذاته، وطبع القلوب على الشغف بمديح أفعاله ومليح صفاته، واشتهر قدره في العالم اشتهار الحسن للقمر، وانتشر ذكره بين الأنام انتشار العبير في حدائق الزهر، وتسامى علاه بالمجد إلى أن سما فوق المجرة، وترامى على أقدامه فرقد السعد وحفه بأنواع المسرة، وبسم له ثغر الدهر مبشراً له بنوال مناه، ورسم له من جلي القدر وعلي الذكر ما تقر به عيناه، ولاحظته عين الإمداد بإيثار البر والندى، وصافحته يد الإسعاد براحة الإرشاد والهدى:

انظر إليه ترى بدراً وشمس علا ... وقطب فهم وعلم زان بالعمل

وليس يشبه هطل السيل نائله ... هذا الذي جوده قد جل عن ملل

هيهات يحصي ذوو الأقلام ما اجتهدوا ... أوصافه الغر ذات العز والجزل

حقق ترى جملة الأوصاف شيمته ... كأنه قد براها الله في رجل

قد ألبسه الفخار تاج التوقير والإجلال، وحرسته عين الحماية عن معاكسة الآمال، وجذبته يد الأماني نحو كل مطلوب، وجبذته يمين التهاني إلى كل محبوب ومرغوب، وتهادت بنشر أريجه زهر الربا، وتوالت بنقل عطر أخباره نسمات الصبا، وتبدى في أفق السمو فكان شمسه المنيرة، وتردى بموجب الثناء فاستوجب قليله وكثيره، وتكلل بإكليل المعالي فكان لإمارة الحجاز لي عهدها، وتسلسل نسبه الشريف في الأعالي فكان لراية الاعتزاز علي مجدها:

هذا هو الشهم الذي حاز العلا ... وجلت لنا الألطاف رفعة قصده

والماجد البطل الذي للارتقا ... لا زال يرفعه الزمان بجده

تالله هذا للفضائل حلية ... ولجيد هذا العصر لؤلؤ عقده

<<  <   >  >>