للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعد بذل المجهود، في الهبوط والصعود. ثم وصلنا سرغاية فنزلنا واسترحنا، وبتنا حتى أصبحنا، فاتخذنا دليلاً من أهلها لما عرفناه مما أسلفنا، فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين بل مرارا، ولا يلقي المرء بيده إلى مهالك التيه اختيارا، والحاصل أن مشى معنا ساعات من الزمان، بين جبال ووديان، في طريق تتلوى تتلوي الأفعوان يضل فيها الخريت، ويخاف بها العفريت، إلى أن وصلنا إلى الصراط المستقيم، بعون الله الكريم، فقال من هاهنا طريق بعلبك واضحة الأعلام. ثم ودعنا وانصرف بسلام، وسرنا حتى وصلناها بنية المقام فيها عدة أيام، وأعدنا المكاري بالدواب وباقي الأجرة إلى دمشق الشام، وتلونا بعد مفارقة طلعته، " وأن يتفرقا يغن الله كلا من سعته "، وفي العزم الجولان، أياماً في جبل لبنان ثم العودة لبيروت ومنها إن شاء الله للأوطان.

ومن توسلاته العلية حين زيارته للذات النبوية قوله:

يا أكرم الثقلين دعوة آمل ... عان ضعيف جاهد مجهود

يا أكرم الثقلين ضيف وافد ... ونداك أجدر بالقرى لوفود

يا أكرم الثقلين هذا سائل ... وافى لسدة بابك المقصود

يرجو لبانته ويشكو ضره ... ويرى منال السول غير بعيد

ويمد كف الذي روما للعطا ... وللاعتصام بحبلك الممدود

فامدد إليه يداً تعود جودها ... أن لا يرد يداً لطالب جود

<<  <   >  >>