ومصر بموته ارتعدت وضجت ... وقد شقت عليه دروع صبر
وصار دم الدموع لها خضاباً ... على كف الأسى يا ويح مصر
إلى أن قال:
أمين لك المعالي في صعود ... وسر أبيك منه إليك يسري
فحسن نفسك العليا بصبر ... فمثلك قدوة بجميل صبر
سقى الرحمن قبر أبيك غيثاً ... من الرحمات عصراً بعد عصر
ورضوان لصفو قال أرخ ... بجنات النعيم مقر فكري
وقال حضرة الفاضل الزاهد، والإمام النحرير العابد، الشيخ أحمد موافي يرثي المترجم رحمه الله تعالى:
ما العيش يحلو والتفرق مشرب ... سبل الفراق بها العيون تسيل
ما العيش في دار الغرور بمشتهى ... وصخور أعمال الجبال تهيل
من يوم غزو البحر بحر علومنا ... لم أرج أن يشفى إلي غليل
ودعته وأنا الموافي صحبة ... أخذت لتغرب والفؤاد عليل
ومنها:
في يوم نيخت للرحيل مطية ... صدعت قلوب فالبعاد طويل
عزريل نادى يا جنود ترحموا ... رفقاً بفكري للعلوم خليل
لولا الإرادة ما نزلت لقبضه ... إني برفق العاملين وكيل
ومبشرات الحق وافت نحوهم ... من قبل قبض والبشير دليل
في لمحة البصر الخفيف أزورهم ... وفراقهم أبدا علي ثقيل
ومنها:
ففوارس العلم الشريف تصرعت ... بالنحو جرح والأصول قتيل
جيش المجاز مع المعاني أدبرا ... والفحل من فقه البديع فصيل
سبيت لغات والعلوم أسيرة ... ويرق حر الفهم وهو جزيل