[اقتراح المكذبين حصول المعجزات وتكذيبهم لها بعد حصولها]
ثم أخبر تعالى عن تلك الأمم أنهم قالوا لرسلهم:((فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ))، يريدون المعجزات المقترحة، يقترحون أن يجعل الصفا ذهباً، ويقترحون ناقة تخرج من بطن الجبل، ويقترحون أنواعاً من المعجزات على قدر عقولهم السخيفة، مع أن البينات قد أتت، والرسل قد وضحت، ولو أتى الرسل بآلاف المعجزات فإنهم لن يؤمنوا، فقد أتت الناقة لقوم صالح فهل آمنوا؟ وقد رأى الناس معجزات موسى وعيسى، ورأى فرعون بعينه السحرة يسلموا؛ مما شاهدوه من معجزة العصا، فهل آمن؟ ورأى الآيات تلو الآيات، كما قال تعالى:{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ}[الأعراف:١٣٣]، ورأى البحر ينشق أمام عينيه بضربة من عصا موسى، فهل آمن؟ إنهم لا يؤمنون مع وجود السلطان المبين الذي يزعمون أنه إن حصل قبلوا وآمنوا، فهؤلاء لا يؤمنون أبداً، وهذا مرض في القلوب.