قال له: ومن يحول بينك وبين التوبة؟! انطلق إلى أرض كذا وكذا، وهذا يدل أنه رجل فقيه فعلاً، فلم يرشده فقط أن التوبة تقبل ثم يتركه في البيئة المجرمة التي تركته يسفك الدماء بهذه الطريقة، وسكتت عنه طيلة هذه المدة، بل ينقله إلى بيئة جديدة، فإنه لابد من تغيير، ولابد من صحبة أخرى، ولابد من قرناء آخرين، بل لابد من بلد ودار أخرى حتى يتغير سلوك هذا الرجل، فدل كلامه على أنه رجل فقيه ليس فقط بالأحكام الشرعية الظاهرة، بل بأحوال القلوب أيضاً، فمن علامات قبول التوبة -وبعض العلماء يجعلها ضمن الشروط والصحيح أنها من علامات قبولها-: أن تبدل السيئات حسنات، وأن يعمل بعد توبته بالحسنات والعبادات والخيرات بدلاً من السيئات التي كان يعملها.