للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم تهنئة النصارى في أعيادهم]

السؤال

هل يجوز تهنئة النصارى بأعيادهم على سبيل المجاملة ورد التهنئة كما يهنئوننا في عيدنا؟

الجواب

حين هنئونا بعيدنا هنئونا بحق فلا يجوز أن نهنئهم بباطل، فلا شك أن أعياد المسلمين أعياد تستحق أن يُهنئوا عليها؛ لأنهم أتموا طاعات لله عز وجل: فقد أتموا صيام رمضان، وعبدوا الله في الأيام العشر، وضحوا لله عز وجل بالأضحية، وصلوا صلاة العيدين، وفعلوا طاعات فالتهنئة بها تهنئة على خير.

أما هم فهم يسبون الله سبحانه وتعالى، وهذا بنص الحديث في الصحيحين: يقول الله عز وجل فيما يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه: (شتمني ابن آدم ولم يكن له ذلك، قال: وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولداً) فهل تهنئوهم على شتم الرب سبحانه وتعالى وعده؟ وهل يتصور مسلم ذلك؟ بمعنى: لو أن إنساناً سب أباك أو أمك، فأتيت في موعد السب من كل عام وقلت له: كل سنة وأنت طيب، والعياذ بالله، فهم يسبون الله عز وجل بقولهم: {اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا} [البقرة:١١٦] نعوذ بالله، أيُهنَئون على ذلك؟ ونقول: إن هذا من باب المجاملة، فما أسوأ هذه المجاملات.

إنما يمكن أن يُهنَئوا بما كان من خير لو أرادوا به طاعة الله، مثل الزواج فإنه عفة، فيجوز تهنئتهم بالزواج، وقد يهنأ أحدهم بأمر دنيوي كمولود يحصل له، أما أن يهنأ على كفر على باطل على شرك، أو يهنأ على رئاسة كفرية، فهذا لا يجوز بحال من الأحوال.

وهذا من متابعتهم على باطلهم، فما أصاب المسلمين هذا إلا بسبب مثل هذه المجاملات بالباطل، حتى وصل الأمر إلى أن يقال للناس: إن من حق الكفار أن يسنوا ما شاءوا، وأن ذلك دبلوماسية أو مجاملة، فالكفر هكذا يجعل الباطل حقاً والحق باطلاً.

والإنسان عندما يداهن الكفار، يزعم أنه يكون من حقه أن يخالف صريح القرآن، فيرى أن من حق الإنسان أن يكفر بالله عز وجل، وأن يحارب دينه، نعم يكون هذا من حقه؛ لأنه كفر أول مرة، كما يقول الله سبحانه وتعالى: {أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ * إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ} [القلم:٣٧ - ٣٨].

فكوننا نجامل على حساب الدين هذا من المداهنة بالباطل، ومن الركون إلى الذين ظلموا والعياذ بالله!