النقطة الثالثة في قضية القوة العملية التي لابد منها: قوة الترابط والتآلف فيما بيننا، وإصلاح ذات البين، والحرص على المودة الواجبة بين المؤمنين؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(ثلاث من كن فيه ذاق طعم الإيمان وذكر منها: أن يحب المرء لا يحبه إلا لله).
فهذه الرابطة القوية التي لابد من الحرص عليها لا تكون هي آخر المهمات، لابد أن تكون القلوب مترابطة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:(المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً).
من يرضى من الناس أن يسكن في بيت الجدران فيه مجرد أحجار مرصوصة دون أن يكون بينها مادة لاصقة من أسمنت أو غيره؟ من يرضى أن يسكن في بيت من ألواح خشب مرصوصة بعضها فوق بعض لا توجد بين أخشابه مسامير؟ فمجرد أي محاولة لإسقاطه سوف يسقط، هل حالنا فعلاً حال الجدار الصلب القوي؟! هل حالنا حال الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر؟! هل نتفقد الغائب منا؟! هل نعود المريض؟! هل نبحث عن المحتاج؟! هل نسعى إلى هذه العلاقة القوية التي مهما حاول أحد أن يزعزعها عجز عن ذلك، لابد أن نهتم بهذه المسألة جداً فإنها من السلوك العملي المطلوب؛ لأن الحرص على تقوية الروابط حتى نكون كجسد واحد كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم الأمور أهمية في تحقيق ما يلزمنا تجاه ديننا.