للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تعريف الإله]

الإله لغة: المعبود بحق أو بباطل، ثم غلب على المعبود بحق، قال في لسان العرب: الإله: الله عز وجل، وكل من اتخذ من دونه معبوداً هو إله عند متخذه، لكن الاستعمال الأغلب أنه المعبود بحق.

وإن كان يطلق في اللغة على الاثنين، ومنه قوله تبارك وتعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الفرقان:٤٣]، فهذه الآية بينت أن إلهه هواه.

وقوله تعالى: {فَلَوْلا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً} [الأحقاف:٢٨]، فهذه آلهة باطلة.

أما قول الله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء:٢٢] فالمعنى: لو كان فيهما آلهة بحق إلا الله لفسدتا؛ لأن هناك آلهة بالباطل، ولكنها لا تعبد بحق، وهذا بخلاف قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الفرقان:٤٣] فهو اتخذه إلهاً بالباطل.

فنحن نقدر كلمة بحق على الاستعمال الأغلب.

فلا إله إلا الله معناها: لا معبود بحق إلا الله.

فإذاً: نجعل جواب لا النافية (بحق) فنحتاج إلى تقدير (بحق)؛ لأن الجواب (إلا الله).

تطلق على الأصنام، سميت بذلك لاعتقادهم أن العبادة تحق لها.

وأسماؤهم تتبع اعتقادهم، لا ما عليه الشيء في نفسه، وهذا معنى أنها آلهة بالباطل.

فهي آلهة في اعتقادهم فقط.

ومعنى هذا الكلام: أنهم هم الذين سموها آلهة، فهي تتبع اعتقادهم، والحقيقة أنها معبود باطل.

قال أيضاً عن أبي الهيثم: وأصل إله: ولاه، فيكون أصله: همزة لام هاء، أو واو لام هاء (وله) فيكون هناك أله ووله.

وهما وجهان في التفسير لمعنى الإله.

ومعناه: أن الخلق يولهون إليه في حوائجهم، ويتضرعون إليه فيما يصيبهم، ويفزعون إليه في كل ما ينوبهم، فإذاً يولهون إليه بمعنى: يدعونه، ويتضرعون إليه، ومن أجل هذا كان الدعاء من أخص معاني العبادة؛ لأن الإنسان يلجأ إلى ربه كما يوله كل طفل إلى أمه.

وقال أيضاً عن ابن سيده: والألوهة والألوهية: العبادة.

وقيل: إنه مأخوذ من أله يأله إذا تحير؛ لأن العقول تأله في عظمته.

يعني: الذي تتحير العقول في عظمته، وهو معنى حق، وإن كان المشهور الأول.