هل يصح أن نقول: نحن لسنا أنبياء ولا مرسلين حتى يستجيب الله دعاءنا من أول مرة؟
الجواب
إن الرسل على مكانتهم لم يدعوا ربهم جل وعلا مرة واحدة فقط، فقد ظل الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة كاملة في غزوة بدر يدعو، وظل طوال الليل في غزوة الأحزاب يدعو، واستنصر وهو في مكة ثلاثة عشر سنة، فقارن إذاً بين الأحوال الإيمانية للرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة -ثلاثة عشر سنة بمكة وعشر سنين في المدينة غيروا بها وجه العالم- وبين أحوالنا الإيمانية، يقول أحد الإخوة: لنا ما يزيد عن خمسين سنة ونحن ندعو الله أن ينصر المسلمين في فلسطين وغيرها، ومع ذلك لا يزداد الأمر إلا سوءاً؛ لماذا؟ لأن الأحوال مختلفة، وهل يعني ذلك أن الأمة كلها ليس فيها رجل أو امرأة صالحة؟ لا، فليست العبرة بالواحد، فماذا سيفعل الواحد لو انتصرت الأمة؟ ومن الذي سيتولى المسئولية؟ فحكمة الله تقتضي أن أمة من أجل رجل صالح أو عشرة أو مائة وليس فيها من يتحمل المسئولية بمقتضى الشرع، وإنما هم الفجرة والفسقة الذين يظهرون التزامهم، فتراهم يتولون المسئوليات ويتولون الأمانات ثم يضيعوها، ولن أبرئ الملتزمين، فأنا لا أتكلم عن غير الملتزمين وإنما أتكلم عن الملتزمين وسلوكياتهم وأعمالهم، فلو أن الدنيا التي سببت الفتن بينهم كانت أكبر مما بأيديهم ماذا كانوا سيعلمون؟ الله أعلم.