قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ}[آل عمران:٢١].
هذا هو أول وأعظم أسباب عداوتهم، فإنما يعاديهم أهل الإيمان؛ لكفرهم بآيات الله وتكذيبهم رسله، ومن ثم وقعوا في الشرك والكفر والعياذ بالله، فإن من كذب الرسل وكذب بالكتب المنزلة على رسله فقد عبد الشيطان الذي أمر بهذا الكفر، فهو مشرك كافر والعياذ بالله، فتبدو العداوة والبغضاء بين المؤمنين وبينهم أبداً حتى يؤمنوا بالله وحده، كما قال عز وجل:{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}[الممتحنة:٤].
وهي عداوة لا تتوقف، وبغضاء لا تنتهي حتى يؤمنوا بالله وحده بنص القرآن القاطع الذي لا يحتمل تأويلاً ولا تحريفاً بفضل الله سبحانه وتعالى وإن رأى أهل الزندقة والنفاق والكفر أن يزيلوا هذه الآيات، ولزوال السموات والأرض ممكن دون أن تزول آيات الله سبحانه وتعالى، فقد وعد بحفظها، فلا تزال في القلوب، ولا تزال كذلك في السطور في الصحف التي حفظها الله سبحانه وتعالى.