للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[غاية الجهاد في سبيل الله]

لا يصح أن ينسب سفك الدماء بغير حق إلى الجهاد في سبيل الله؛ فإن ذلك منفصل تماماً عما شرع الله عز وجل من الجهاد، وإنما شرع الله سبحانه وتعالى الجهاد لإعلاء كلمة الله في الأرض، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله).

وليس من ذلك سفك دماء المسلمين بغير حق، ولقد قال ربنا سبحانه وتعالى في أسباب كف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن مكة عام الحديبية: {وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [الفتح:٢٥]، فالله سبحانه وتعالى كف رسوله صلى الله عليه وسلم المجتبى المصطفى المختار ومن معه من خيرة أهل الأرض، وخيرة من صحب الأنبياء، كفهم عن مكة المكرمة وقد كان فيها أوثان تعبد من دون الله، وقد كان بيت الله الحرام يسيطر عليه المشركون في ذلك الوقت، فكفهم الله تعالى تعظيماً لحرمات الطائفة المؤمنة المستضعفة التي كانت بمكة في ذلك الوقت، كل ذلك لعظيم حرمات المسلمين عند الله سبحانه وتعالى.