للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مرض الوهن]

حذر الله سبحانه وتعالى أهل الإيمان من عدة أمراض تقع للأمم المهزومة، منها: مرض الوهن الذي أصله حب الدنيا وكراهية الموت، وتعلق القلوب بشهوات الدنيا ورغباتها، وعدم التفكر في لقاء الله سبحانه وتعالى وفي الآخرة، وهذا مرض مهلك للأمم والشعوب والطوائف والأفراد، فيهلك الإنسان ويبعده عن الله عز وجل، ويجعله يرى الدنيا كبيرة جداً، ويهون عليه أمر الآخرة، فيهون على الله سبحانه وتعالى، فينسى ذكر الله فينسى نفسه.

وكما ذكرنا أن هذه الأمراض تقع للأمم المهزومة المغلوبة في معاركها مع أعدائها، والحقيقة أن الأعداء لا يحققون الانتصار بمجرد الكثرة في ميدان القتال، وإنما إذا وقع الانكسار في القلوب، وتعلقت القلوب بالدنيا، وكرهت لقاء الله عز وجل، وكرهت التفكر في الموت، ونسيت لقاء الله سبحانه وتعالى، وعلى العكس من ذلك: فإذا حصل لأهل الإيمان حب للقاء الله سبحانه وتعالى، وتعظيم أمر الآخرة وتهوين أمر الدنيا، صغرت الدنيا في أعينهم ولم يؤثر الانكسار في ميدان القتال على قلوبهم.