[نهي المؤمنين عن اتخاذ الكافرين أولياء وبيان عقوبة ذلك]
يقول سبحانه وتعالى:{لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ}[آل عمران:٢٨] أي: من يتولهم {فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ}[آل عمران:٢٨] أي: قد برئ من الله والله بريء منه {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً}[آل عمران:٢٨] بأن تكونوا في سلطانهم، أما خارج سلطانهم فلا تجوز التقاة، ولابد من وجود الخوف المعتبر في الإكراه، فتوافقونهم باللسان مع طمأنينة القلب بالإيمان، من غير أن تعينوهم على مسلم بفعل، ولا تدلوهم على عورات المسلمين، فإعانة الكفرة على المسلمين موالاة محرمة بلا شك، وإذا كانت بالقتال معهم في صفوفهم فذلك من الكفر والعياذ بالله.
ثم إن التقاة أمر يلتبس على كثير من الناس، ويستعملونه في غير موضعه، ويتولون الكفار بغير لوازم التقاة، فحذرهم الله بأنه يعلم ما في قلوبهم ونفوسهم، وأنه عز وجل ينتقم ممن خادع المؤمنين، وزعم أنه يستعمل التقاة وهي في غير موضعها، فقال تعالى:{وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}[آل عمران:٢٨] ثم الحساب بين يدي الله غداً {وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}[آل عمران:٢٨]، وما أفلح عند الحساب من ندم وهذا أمر لا مفر منه، قال تعالى:{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ}[الزمر:٣٠ - ٣١].
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين.
اللهم من أرادنا والإسلام والمسلمين بسوء فاجعل كيده في نحره، واجعل تدميره في تدبيره، واجعل الدائرة عليه يا رب العالمين، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا.
اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.
اللهم أنج المستضعفين من المسلمين في كل مكان.
اللهم انصر الدعاة إليك والمجاهدين في سبيلك في كل مكان، ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين، ونجنا برحمتك من القوم الكافرين.