إن مجتمع المؤمنين مجتمع يزن بموازين الشرع، ويقدم ما قدمه الشرع، ويعظم ما عظمه الشرع، وهو مجتمع يعيش لتحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى، ومجتمع زكي طاهر نقي، فإرادات أهله في مرضات الله وفي البعد عن مساخطه وما يغضبه.
وأما مجتمع الكفرة فمجتمع أموات وأمراض ودرجاتهم متفاوتة، فمنهم من هو في غيبوبة، ومنهم من يوشك على الموت، ومنهم من قد مات وأنتن، فهي مجتمعات متفاوتة، والإنسان لا شك باقترابه من هذه المجتمعات يتأثر بها، ورؤية وجوه أصحابها تؤثر في قلبه، وإذا كانت رؤية وجوه المومسات عقوبة فكيف برؤية وجوه الكفرة والمنافقين على سبيل الاحترام والتعظيم؟! نسأل الله أن يتوب علينا، وأن يعافينا جميعاً من ذلك.
نعم إنك أن ترى وجوههم مجاهداً لهم فذلك من نعم الله عليك، ولكن أن ترى وجوههم وأنت مضطر لكي تعاملهم بالاحترام والتوقير فإنه والله من أنواع العقاب، فكيف بمن يطلب ذلك ويأتي بأنواع المناظر التي ينظر بها إلى وجوه المومسات والكافرات والكافرين والظالمين؟ نعوذ بالله من ذلك، فالمجتمعات متفاوتة تفاوتاً عظيماً، فانظر كيف تقضي وقتك، ومع من تقضي وقتك، فنحتاج إلى تعمير قلوبنا خلال هذه الأيام المباركة التي تقدم علينا بإذن الله، ففي لياليها أعظم تعمير للقلوب بإحيائها بكتاب الله (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يأتيه جبريل فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة).
نفعنا الله عز وجل وإياكم بالقرآن العظيم، وأحيا قلوبنا به، ورزقنا تلاوته آناء الليل وآناء النهار على الوجه الذي يرضيه عنا.