أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد: فإن الإيمان بالله عز وجل يستلزم الإيمان بأنبيائه ورسله أجمعين، ولقد جعل الله عز وجل الإيمان بهم شرطاً في قبول الإيمان بالله، فلا يكون مؤمناً بالله من كذب رسولاً من الرسل كما قال سبحانه وتعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا}[النساء:١٥٠ - ١٥١].
والإيمان بالرسل يشمل تصديقهم ومحبتهم، والاقتداء بهم، ويشمل معرفة أن دينهم هو الإسلام الذي بعث به كل الأنبياء:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}[الأنبياء:٢٥].
وقد ذكر الله عز وجل قصصهم وسيرهم وقال عز وجل مخاطباً لأمة الإسلام بعد ذكر أنبيائه ورسله:{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}[الأنبياء:٩٢].
وهذا يستلزم معرفة طريقهم ومنهجهم في الدعوة إلى الله والصبر والاحتساب، والتربية الإيمانية.