فالغاية المقصودة: أن يعبد الناس ربهم سبحانه وتعالى وحده لا شريك له، وهذا هو الإخلاص لله عز وجل -وهو علامة سلامة القلب- وهو الذي أُمرت به الأمم من قبلنا، قال عز وجل:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ}[البينة:٥]، وقال عز وجل لنبيه عليه الصلاة والسلام:{قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي * فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ}[الزمر:١٤ - ١٥].
والإخلاص عزيز ونادر لا بد للإنسان أن يحرص عليه، وفي نفس الوقت لا بد أن يعلم أنه لا ينال إلا بالمجاهدة المستمرة، ولا ينال إلا بمراقبة نفسه ونيته، فلا يتركها هكذا بغير مراقبة؛ لأن أيسر شيء على الشيطان هو الدخول على النية، وأيسر شيء عليه أن يغير الأمر بعد استقراره، وهذا أمر عظيم الخطر، فلا بد للإنسان إذاً أن يراقب نفسه على الدوام، ومن هنا فاز السابقون، وانتصر المجاهدون على أنفسهم، وكان لهم عند الله سبحانه وتعالى المنازل العالية بالمراقبة الدائمة، ومحاسبة النفس على ما أرادت، ولماذا عملت؟ وكيف أدت هذا العمل؟ قال الله عز وجل:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[الحشر:١٨ - ١٩].