أرسل الله موسى وهارون بآياته إلى فرعون وملئه وكبراء قومه، الذين قادوا قومهم إلى دار البوار والعياذ بالله، وهؤلاء كما وصفهم الله كانوا مستكبرين، قال تعالى:((فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ))، والكبر داء الأمم، وداء الكبراء المقدمين في الأمم والملوك والرؤساء والزعماء إلا من رحم الله سبحانه وتعالى، وهذا الداء الذي هو داء إبليس في الأصل هو الذي أوصلهم إلى رد الحق الذي جاءت به الرسل، كما رد شيخهم إبليس أمر الله عز وجل بالسجود لآدم؛ لما كان في قلبه من الكبر والعجب بالنفس نعوذ بالله من ذلك.
ومرض الكبر من أخطر الأمراض، فمثقال ذرة منه على الخلق يمنع من دخول الجنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:(لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)، فإذا كان مثقال ذرة منه يعد كبيرة من الكبائر، فكيف إذا تكبر على أمر الله عز وجل وشرعه وأبى أن يقبله ويمتثل له؟! فالإباء والاستكبار على شرع الله كفر والعياذ بالله وردة عن الإيمان لو كان موجوداً قبل ذلك، ولذلك كان هذا المرض مرضاً عضالاً والعياذ بالله، خصوصاً إذا تمكن من القلب واستشرى في الملأ.
وسبب الكبر: هو النظر إلى كمالات النفس الموهومة، حيث يتوهم أنه خير من غيره، قال الله عن فرعون:{أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ}[الزخرف:٥٢] وسببه: الغفلة عن عيوب النفس وأمراضها التي تمتلئ بها.