زاد الكلام اليوم عن موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكثير من الناس وخاصة الصوفية يقولون: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت ولكن سوف يموت بعد فترة وهو حي الآن، ويستشهدون بالآية الكريمة التي تقول: إن الشهداء أحياء عند ربهم، والشهداء أقل مرتبة من الأنبياء، وبالتالي: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت.
الجواب
هذا خلاف إجماع المسلمين، وخلاف نص القرآن، قال عز وجل:{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}[الزمر:٣٠] فالذين يقولون: إنه سوف يموت، نقول لهم: قد قال أبو بكر رضي الله عنه في محضر الصحابة: (من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات) وهذا متفق على صحته، والذي يشكك في ذلك كاذب ضال مضل.
وأما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حي عند ربه، فهذا الذي نعتقده، وحياته أكمل من حياة الشهداء، فهو يعيش حياة برزخية لا تنافي الموت، وكما أن الشهداء لا يعاملون معاملة الأحياء في الدنيا، وقل كما قال الله عز وجل، بأن الرسول حي عند ربه وهو أكمل من حياة الشهداء بلا شك، ولكن عند ربه ليس في الدنيا، فإن الشهداء -بإجماع المسلمين- يورثون ويدفنون، ويجوز التزوج بنسائهم، وكل الأحكام الشرعية والدنيوية، وكل العقلاء يقولون: إن هؤلاء قد ماتوا وهم أحياء، لكن حياة لا تنافي الموت الدنيوي، ولا تنافي الموت على الأرض؛ لأنها حياة عند الله وليست حياة على وجه الأرض، وكذلك هي حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم.