للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الترضي والدعاء للصحابة الأبرار وحكم من طعن فيهم]

ذكر الله المؤمنين من أهل السنة والجماعة من بعد هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم فقال: ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ) فكل مسلم من أهل السنة سليم القلب واللسان لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم داخل في هذه الآية: ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ)) فهذه سلامة الألسنة، أي: يدعون لهم، ويستغفرون، كما قالت عائشة في الرد على الرافضة الشيعة الجناة المجرمين: أمروا أن يستغفروا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبوهم.

فإن قيل: لماذا نرى هؤلاء الرافضة الشيعة من أخبث طوائف البدع؟ ف

الجواب

لأنه لا يتصور منهم خير طالما بقوا على سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكراهيتهم لهم، وهم دائماً أعوان أعداء الإسلام، فإذا ظلوا على هذه الصفة فلا يظنن أحد أن منهم من سوف يجاهد، أو ينصر الله به الدين، كما يظن ذلك المغرورون الذين لا يعرفون ميزان العقيدة لوزن الناس.

فلا بد أن نكون سليمي الألسنة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ندعوا لهم، ونقول: ((رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ)) ونشهد لهم بالسبق، أي: أنهم سبقونا بالإيمان، ((وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا)) هذه سلامة القلوب، فسلامة الألسنة والقلوب، شرط أساسي لكي يكون الإنسان من التابعين لهؤلاء السابقين بإحسان، وهذا الذي يجعله الله سبحانه وتعالى به أهلاً لنيل رحمته ورأفته، قال الله: ((رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)).

استدل الإمام مالك رحمه الله بهذه الآية على أن الرافضي: الذي يسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نصيب له في الفيء، وهو استدلال حسن جميل؛ لأنه طالما لم يكن مستغفراً لهم، غير سليم القلب لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فليس له نصيب، لأنه ليس من أهل هذه الآية.

نسأل الله أن يلحقنا بهؤلاء راضياً عنا، ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من المتبعين لهم بإحسان، اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا.