العبادة تدور حول معنى المحبة والتعظيم، وحول معنى التضرع واللجوء، فالعبادة بصفة عامة هي الحب والذل والخضوع تابع لذلك، أي: الخضوع الذي هو الذل، ولذلك يقولون: طريق معبد، أي: طريق مذلل مهيأ، ولذلك كانت العلمانية كفراً؛ لأنها: رد حكم الله، وهي عدم الخضوع؛ لأن العلماني يرى أن الخضوع لله سبحانه وتعالى لا يلزمه.
فحتى لو أحبه فإن حبه هذا لا ينفع، ما دام يرى أن شرعه هذا ليس ملزم للناس، ولا له هو والعياذ بالله، وإنما يأخذ الذي يريده، ويترك الذي يريده.
فأين الذل والخضوع هنا؟ فهو يزول من أصله.
ولذلك قضية تحكيم الشرع ليست قضية متعلقة بالقوانين فقط، بل هذه جزء صغير منها.
وإنما القضية هذه تشمل حياة كل إنسان في خاصة نفسه، وفي جميع أمور حياته.
فالقضية هنا في رؤية الإنسان أنه يجب عليه أن يخضع لله عز وجل، أما أن يرى أنه فوق أمر الله، وأنه حر في أمر الله؛ فإن هذا منافي لأصل كلمة لا إله إلا الله.